[color=#0000CC]
[size=16]
تقدم [/size][/color]
[color=red][size=16]
أبناء الذوات[/size][/color][color=#0000CC][size=16]
من سكانذلك الحي الراقي [/size][/color]
[color=red][size=16]
بشكوى[/size][/color][color=#0000CC][size=16]
لمخفر الشرطة ضد [/size][/color]
[color=#146C14]
[size=16]إمام المسجد[/size][/color][color=#0000CC][size=16]
الذي تكاثر أتباعه، وأصبح توافد جموعهم الغفيرة يسبب [/size][/color]
[color=red][size=16]
إزعاجاً وتزاحماً كبيراً[/size][/color][color=#0000CC][size=16]
في شوارع ذلك الحي، فأمر مأمور المخفر (الضابط) على الفور بتوجيه عدد من
أفراد المباحث؛ لإحضار ذلك [/size][/color]
[color=#146C14]
[size=16]الشيخ الجليل[/size][/color][color=#0000CC][size=16]!!
وتوجيه [/size][/color]
[color=red][size=16]
إنذار[/size][/color][color=#0000CC][size=16]
شديد اللهجة له[/size][/color][color=red][size=16]!![/size][/color][color=#0000CC][size=16]
فذهبت هذه المجموعة، وسرعان ما عادت بخفي حنين[/size][/color][color=red][size=16]!![/size][/color][color=#0000CC][size=16]
فلا الشيخ أحضرت، [/size][/color]
[color=red][size=16]
ولا الإنذار وجهت!!
فثارت ثائرة المأمور[/size][/color][color=#0000CC][size=16]؛
حينما عاين ذلك الفشل الذريع الذي باءت به جهود مجموعته، وسألهم غاضباً :"[/size][/color][color=red][size=16]لماذا
لم تحضروه[/size][/color][color=#0000CC][size=16]؟"
فأجابوه بصوت واحد، لاسبيل للوصول إليه، فأتباعه يسدون عين الشمس من [/size]
[/color][color=red]
[size=16]كثرتهم!![/size][/color][color=#0000CC][size=16]
لم يمهلهم لمزيد من النقاش، وهبَّ في [/size][/color]
[color=red][size=16]
عنترية[/size][/color][color=#0000CC][size=16]
من مقعده قائلاً :"[/size][/color][color=red][size=16]أنا
من سيحضره الآن[/size][/color][color=#0000CC][size=16]"!!
وصل إلى المسجد، والشيخ يتابع إلقاء موعظته، وبالكاد وصل الضابط إلى السلم
الخارجي للمسجد الكبير بعدما تجاوز [/size][/color]
[color=red][size=16]
بصعوبة بالغة[/size][/color][color=#0000CC][size=16]
مئات الصفوف التي احتشدت في طول الشارع مفترشة سجاجيد الصلاة، [/size]
[/color][color=red]
[size=16]وبدأ الشعور بالخجل[/size][/color][color=#0000CC][size=16]
يسيطر عليه من كثرة تعديه لتلك الصفوف، حتى أدركته تلك [/size][/color]
[color=#146C14]
[size=16]الابتسامة الحانية[/size][/color][color=#0000CC][size=16]
من ذلك الوجه المشرق لأحد الجالسين من المصلين، مفسحاً له بعض الشيء
ومشيراً له أن يجلس!!
لم يتردد مطلقاً في تلبية هذه الدعوة التي جاءته [/size][/color]
[color=#146C14]
[size=16]كطوق نجاة[/size][/color][color=#0000CC][size=16]؛
بعدما بلغ به [/size][/color]
[color=red][size=16]
الحرج[/size][/color][color=#0000CC][size=16]
مبلغه؛ بسبب [/size][/color]
[color=red][size=16]
اختراقه لتلك الصفوف[/size][/color][color=#0000CC][size=16]
التي لفها [/size][/color]
[color=#146C14]
[size=16]السكون في جو خاشع مهيب[/size][/color][color=#0000CC][size=16]،
تنزل فيه كلمات ذلك الشيخ الصالح كقوارع يخترق بها [/size][/color]
[color=#146C14]
[size=16]مسامع القلوب[/size][/color][color=#0000CC][size=16]!!
وما هي إلا لحظات، حتى نسي ذلك الضابط ما كان قادماً من أجله[/size][/color][color=red][size=16]!![/size][/color][color=#0000CC][size=16]
ولم يكد يشعر بنفسه حتى اندمج مع هذه [/size][/color]
[color=#146C14]
[size=16]الرحاب الإيمانية[/size][/color][color=#0000CC][size=16]
في تلك [/size][/color]
[color=#146C14]
[size=16]الأجواء الرائعة[/size][/color][color=#0000CC][size=16]
التي لفتها [/size][/color]
[color=#146C14]
[size=16]سكينة عجيبة[/size][/color][color=#0000CC][size=16]،
وبدأت كلمات الشيخ تلامس [/size][/color]
[color=#146C14]
[size=16]شغاف قلبه[/size][/color][color=#0000CC][size=16]،
وأراد الله أن تعزف تلك الكلمات على [/size][/color]
[color=#146C14]
[size=16]وتر حساس في حياته[/size][/color][color=#0000CC][size=16]،
فتصدعت على إثره كل جدران الحواجز أحاطت بقلبه خلال فترة طويلة من الزمن،
وتحول ذلك [/size][/color]
[color=red][size=16]
الضابط الفرعون[/size][/color][color=#0000CC][size=16]
إلى [/size][/color]
[color=#146C14]
[size=16]طفل وديع[/size][/color][color=#0000CC][size=16]،
لم يستطع مقاومة [/size][/color]
[color=#146C14]
[size=16]دموعه التي انهمرت في منظر مهيب[/size][/color][color=#0000CC][size=16]
من شدة تأثره بكلمات الشيخ!! ولكن . . [/size][/color]
[color=red][size=16]
يالا الهول!![/size][/color][color=#0000CC][size=16]
. . فقد [/size][/color]
[color=red][size=16]
انقطع[/size][/color][color=#0000CC][size=16]
شريط الأحداث عند هذه [/size][/color]
[color=red][size=16]
اللقطة!![/size][/color][color=#0000CC][size=16]
ولم نعرف ماذا حدث بعد ذلك[/size][/color][color=red][size=16]؟![/size][/color][color=#0000CC][size=16]
غير أن اللقطة التي تليها أظهرت [/size][/color]
[color=red][size=16]
خبراً محزناً[/size][/color][color=#0000CC][size=16]
لف القلوب بموجة من [/size][/color]
[color=red][size=16]
الحزن العميق[/size][/color][color=#0000CC][size=16]،
لم يكن من السهولة أبداً [/size][/color]
[color=red][size=16]
نسيانه أو تجاوزه!![/size][/color][color=#0000CC][size=16]
[/size][/color][color=red]
[size=16]
لقد مات الشيخ[/size][/color][color=#0000CC][size=16]
. . ولكن [/size][/color]
[color=#146C14]
[size=16]حسن الخاتمة[/size][/color][color=#0000CC][size=16]
التي اقترنت بوفاته كانت [/size][/color]
[color=#146C14]
[size=16]السلوى الوحيدة لقلوب محبيه[/size][/color][color=#0000CC][size=16]
. . فقد وافته المنية وهو على ظهر السفينة [/size][/color]
[color=#146C14]
[size=16]متوجهاً لإداء العمرة في مكة المكرمة[/size][/color][color=#0000CC][size=16]
خلال أيام [/size][/color]
[color=#146C14]
[size=16]شهر رمضان المبارك[/size][/color][color=#0000CC][size=16]
. . [/size][/color]
[color=fuchsia]
[size=16]وفي حادثة هي الأولى من نوعها[/size][/color][color=#0000CC][size=16]،
توافق الحكومة السعودية على [/size][/color]
[color=#146C14]
[size=16]فتح حدودها أمام متوفى من غير مواطنيها[/size][/color][color=#0000CC][size=16]؛
كي [/size][/color]
[color=#146C14]
[size=16]يدفن بجوار أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها!![/size][/color][color=#0000CC][size=16]
في [/size][/color]
[color=#146C14]
[size=16]كرامة[/size][/color][color=#0000CC][size=16]
تثبت لذلك [/size][/color]
[color=#146C14]
[size=16]الشيخ مقداره ومكانته الرفيعه التي احتلها عن جدارة في قلوب
أتباعه ومحبيه!![/size][/color][color=#0000CC][size=16]
[/size][/color][color=red]
[size=16]
لم تنته القصة بعد[/size][/color][color=#0000CC][size=16]
. . فقد عاد المشهد مكرراً على [/size][/color]
[color=#146C14]
[size=16]المنبر[/size][/color][color=#0000CC][size=16]
الذي كان [/size][/color]
[color=#146C14]
[size=16]يعتليه الشيخ رحمه الله في حياته[/size][/color][color=#0000CC][size=16]،
ولكن في هذه المرة لم يكن بالطبع هو الذي يعتليه ؟! [/size][/color]
[color=red][size=16]
وإنما كان الذي يعتليه[/size][/color][color=#0000CC][size=16]
شاب ضخم البنية، كثيف اللحية، مشرق الوجه بنور الإيمان!! [/size][/color]
[color=red][size=16]
أتدرون من هو؟![/size][/color][color=#0000CC][size=16]
إنه ذلك الضابط ([/size][/color][color=red][size=16]مأمور
المخفر[/size][/color][color=#0000CC][size=16])
الذي كان يريد إلقاء القبض على الشيخ [/size][/color]
[color=red][size=16]
يوماً ما!![/size][/color][color=#0000CC][size=16]
غير أن هذه [/size][/color]
[color=#146C14]
[size=16]اللحظة الإيمانية[/size][/color][color=#0000CC][size=16]
كانت بمثابة [/size][/color]
[color=#146C14]
[size=16]نقطة التحول في حياته[/size][/color][color=#0000CC][size=16]،
فقد بدأت منها رحلة عودته إلى الله!!
ولم يرض لنفسه إلا [/size][/color]
[color=#146C14]
[size=16]الملازمة الحثيثة لذلك الشيخ[/size][/color][color=#0000CC][size=16]
الذي فتح الله على يديه مسامع قلبه !![/size][/color][color=#146C14][size=16]
فلم يفارقه منذ ذلك الحين[/size][/color][color=#0000CC][size=16]،
حتى صار [/size][/color]
[color=#146C14]
[size=16]نائباً له!![/size][/color][color=#0000CC][size=16]
وتسلم منه الراية، ليواصل بعده مسيرة [/size][/color]
[color=#146C14]
[size=16]الدعوة إلى الله!!
إنها لحظة نجاة[/size][/color][color=#0000CC][size=16]
. . جاء الله فيها بذلك العبد ليمنَّ عليه بأعظم نعمة على وجه الأرض، وهي
نعمة الهداية . . ويحمَّله فيها أمانة الأنبياء والرسل . . لعله يواصل
المسير على أمل لقاء الأحبة على الحوض . . محمداً (صلى الله عليه وسلم)
وصحبه . . [/size][/color]
[color=#146C14]
[size=16]فمتى وأين وكيف ستكون لحظة نجاتك؟[/size][/color][color=fuchsia][size=16]
لعلها الآن . . بقراءتك لهذه الكلمات؟[/size][/color]
[color=#0000CC]
[size=16]
قال تعالى : "[/size][/color][color=#146C14][size=16]إن
في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد[/size][/color][color=#0000CC][size=16]"
سورة ق[/size][/color][color=red][size=16]
ملحوظة : [/size][/color]
[color=#0000CC]
[size=16]
هذه القصة حقيقية تماماً بكل تفاصيلها، واسم الشيخ الفاضل رحمه الله (الشيخ
/ إبراهيم عزت) واسم المسجد (أنس بن مالك) واسم الحي (المهندسين) القاهرة /
مصر[/size][/color]